Kamis, 12 Juni 2014

تحليل نصوص تعليم اللغة العربية
في كتاب " اللغة العربية للمرحلة المتوسطة بالمدرسة الدينية" تأليف الأستاذ عصام وإخوانه




إعداد
بحر العلوم سليمان

تحت إشراف
الدكتور الحاج نصر الدين إدريس جوهر
كلية الدراسات العليا
قسم اللغة العربية وتعليمها
جامعة سونان أمبيل الإسلامية الحكومية
2014


تمهيد
الحمد لله رب البر والبحر، رب السموات والأرض. الذي علم أدم اللغات، و نزل القرآن بالضاد، صاحب الصراط، الذي ترجى رحمته يوم الميعاد. نستغفره ونتوب إليه من الزلات من المعاصي والشهوات، ونعوذ به من شياطين أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. ونصلي وسلم على سيد الكون والبشر الطيب الريح حيا وميتا، والطاهر بولا و غائطا. الصادق حالا وكلاما. أفصح العرب لغة وأشرفهم نسبا وأغناهم مالا وقلبا. و أزكاهم نفسا وأقواهم صبرا الذي خلق الله الموخلوقات لأجله حيث يقول سبحانه وتعلى لولاك يا محمد لما خلقت الأفلاك، هو المرتجى يا رسول الله يوم لا مال ولا بنون.
وهذه الورقات تتناول تحليل النصوص لتعليم اللغة العربية من الجوانب الخمسة، وهي جانب إعدادي، وتعليمي، وثقافي، ولغوي وإخراجي بصفة سطحية، ولذلك يحتاج إلى التكميل والزيادة.  وعلى كل حال، وأقدم هذه الورقات خالصا لوجه الله الكريم، وبذلت غاية ما أستطيع أن يمد ما يحتاج إليه دارسون في دراساتهم مادة تحليل نصوص تعليم اللغة العربية. فإن تحقق ذلك فمن الله التوفيق، وإن لم يتحقق فحسبي إخلاص النية، وبذل غاية الجهد.
وإلى الله وحده أتوجه بهذا العمل، وأرجوا منه وحده الثواب والأجر، وأسأله سبحانه أن يجعل العربية ربيعة قلوبنا، وأن يعلمنا منها ما جهلنا، ويجعلها لنا وسلية لفهم كتاب ديننا، وما تعلمنا إذ تعلمنا ولكن الله يعلمنا.








بين يدي الكتاب
و من باب التوضيح، أن هذا الكتاب المراد تحليله هو من مؤلفات عصام السخا الماجستير وإخوانه من المؤلفين،وهو كتاب مسلسل في إعداده حسب المستويات لدى الطلاب.  وكان الهدف الرئيس في إعداده – كما أشار إليه المؤلف-[1] لهو تنمية معارف الطلاب في العلوم الدينية المكتوبة بالعربية ويخص المؤلف استخدامه في المدارس الدينية.  كان المؤلف يرى أن طلاب المدرسة الحكومية لا يتعلمون العلوم الدينية إلا خصتان في الأسبوع، بل وحتى لا ينالون من هتين الخصتين شيئا، لا من يوسف ولا من قميصه.
وعلى ذلك، كانت تنمية نقصانهم في العلوم الدينية لا يتم إلا بإعداد الكتاب العربي لغة والديني مضمونا ليستخدمه الطلاب في المستوى المتوسط من المدارس الدينية المتبعة إلى وزارة الشؤون الدينية.  و من الجدرة بالذكر أن هذا الكتاب ليس إلا كتاب إضافي، لا يكون مصدرا أساسيا بل كان الأستاذ ذاته بمثابة المصدر الرئيس ، ولذلك حث المؤلف الأستاذ على التوسع في استخدام المصادر الأخرى التي تليق الطلاب لغة وأسلوبا ومضمونا.
وإضافة إلى ذلك، كان المؤلف بشرا مثلنا ولكن يوحى إليه بتأليف الكتاب الذي في أيديكم، ولذلك كان كماله شيئا مستحيلا عند العقلاء، آلا إن الكمال لله وحده، لا شريك له فيه، لأن الشرك يضعف خالقيته. وهذا حرام عند العقائد السليمة.







1.      تحليل جانب إعدادي
يهدف إعداد هذا الكتاب- كما سبق ذكره – لتنمية المعارف لدى الطلاب في المدرسة الدينية بعد مرورهم بالمدرسة الحكومية التي يدرس فيها قليل من المعارف الدينية[2].  و يقوم المؤلف قبل إعداده بقليل من الملاحظات، لأنه لا يلاحظ إلا ملاحظة سطحية. لا يقوم بالمقابلات أو الاستبيانات.  
واعتمادا على ذلك، كان استخدامه يختص بالمدراس الموجودة في الأرياف، لأن أبناءها يذهبون إلى المدرسة العامة صباحا يتعلمون فيها العلوم الدنياوية أكثر منها الدينية، ثم يذهبون إلى المدرسة الدينية مساء يتعلمون فيها كل الفنون الدينية وعلى رأسها اللغة العربية.  
ولذلك يحس المؤلف بحاجة ماسة إلى تأليف النصوص العربية كتابة والدينية مضمونا، لأن من أهداف تعليم اللغة العربية لدى السناتير[3] - جمع من السنتري –  التفقه في الدين[4] وفهم القرآن وحديث سيد المرسلين. أما في المدن فلا نستطيع أن نستخدم هذا الكتاب، لأن أبناءها لا يتعلمون في المدارس الدينية إلا عددا لا يتجاوز أصابع اليد، يكتفون بمدارسهم العامة، ولا يريدون التفقه في الدين وفهم القرآن والحديث إلا من شرح الله له صدره[5].  
يعرض المؤلف في كل بداية الدرس مفردات جديدة، وهذا العمل يوافق على مبادئ تعليم اللغة العربية بصفتها العامة وتعليم المفردات بصفتها الخاصة. ومن الجدير بالذكر- كما يقوله رشدي أحمد طعيمة- أن القضية في تعليم المفردات ليست أن يتعلم الطالب نطق حروفها فحسب أو فهم معناها مستقلة فقط، أو معرفة طريقة الاشتقاق منها أو طريقة تكوينها في الجمل. آلا إن  معيار الكفاءة في تعليم المفردات هو أن يكون الطالب قادرا على هذه كلها[6].  تعرض المفردات غير مستقلة من صفة نطقها، ومعرفة معانيها و طريقة تكوينها في الجملة أو الحوار[7]. لكن نقائص إعدادها في هذا الكتاب فكثيرة منها لا تأتي الفردات بالصورة أو وسيلة الإيضاح الأخرى، ولا تأتي من المحسوسة إلى المجردة، ولا تستفيد من قوائمها الشائعة في اللغة العربية. 
ويتبنى هذا الكتاب – في إعداده – نظريات تعليم اللغة العربية وتعلمها كلغة أجنبية في أن اللغة هي الكلام[8]- ولا يهتم بأن اللغة هي الأصوات[9] - و كذلك في أنها نظام. يركز هذا الكتاب الطالب في فهم القواعد النحوية، لأنها -كما يقول بعض العلماء- من أولاويات العلوم المحثوثة تعليمها وتعلمها حيث يقول العمرطي ناظما:
                                                                كي يفهموا معاني القرآن # والسنة الدقيقة المعاني
                                                                والنحو أولى أولا أن يعلما # إذ الكلام دونه لن يفهما[10]
ولكن إذا لاحظنا حق الملاحظة، من اليسير لنا أن نجد الأخطاء النحوية في هذا الكتاب، مبتعدا عن سوء الظن بالمؤلف ، يرى الباحث – وهو من باب التواضع إن شاء الله – أن هذه الأخطاء ليست من المؤلف نفسه بل من المطبعة في المقام الأول[11].
ومن المزيد، أن هذا الكتاب يراعي بكثير  الثقافات الإسلامية، لأن من أهمية الأهداف فيه التفقه في الدين[12].  بل وحتى نسي ثقافة الطلاب على الإطلاق. ولذلك لا يوجد في هذا الكتاب التوازن والاندماج في استخدام الثقافة العربية وأختها الإندونيسية.

2.      تحليل جانب تعليمي
هذا الكتاب- كما أشار إليه المؤلف في مقدمته- يتبنى على المنهج 2006 ، ثم أشار المؤلف من جديد أنه يوظف هذا الكتاب على طريقة التعلم والتعليم السياقي (Contextual Teaching and Learning )، التعلم والتعليم السياقي يمثل استراتيجية لمساعدة المتعلمين على بناء المعرفة والمعنى للمعلومات الجديدة من خلال التفاعل المركب بين طرق التدريس والمحتوى والمواقف[13].
عرض المؤلف في كل الدروس الأهداف الخاصة، ولذلك كان الدرس يسير على هذه الأهداف الموجودة[14].  ويقدم هذا الكتاب في كل أجزاءه من الدروس المفردات الجديدة ذات علاقة وطيدة بالدرس، وهذه كلها تساعد الطلاب على سرعة الحفظ والفهم. والمفرات التي سبق ذكرها لا تأتي إلا قبل الحوار  والقراءة، و هذا يناسب مبادئ تعليم اللغة.
ولا يتمشى هذا الكتاب مع مبادئ تعليم اللغة في كونها أصواتا، ولا يعالج  الأصوات الصعبة على الطلاب. يقدم الكتاب النصوص مع الاهتمام بالتدريبات في استخدام المفردات الجديدة، مع التمسك القوي بقواعد النحو والصرف. ولا يهتم الكتاب بتبويب النحو كما يكون في الكتب النحوية ولا يتبعه[15]، ولذلك يقدم قواعد النحو للطلاب حسب احتياجاتهم في المواقف التي مروا بها. ويأتي دور التدريبات عن القاعدة بعد الشرح في كل الدرس. 
ولا نجد في هذا الكتاب الاهتمام بمهارتي الاستماع والكتابة، لأنه فقط يهتم بمهارتي الكلام والقراءة، ولذلك لا يتبنى على نظرية الوحدة. لا يراعي مهارة الاستماع مع أنها – كما يقول اللغوين – أول ما اكتسبه الطفل في لغته الأم.  وكذلك لا يراعي مهارة الكتابة وهي من أهميات اللغة، كما عرفنا أن الاتصال ليس بعبر الكلام فحسب، بل أحيانا نحتاج إلى الكتابة كوسيلة للاتصال مع أبناء هذه اللغة مثلا في البريد الإليكتروني والمراسلة وغير ذلك.
وأخيرا، مما يمكننا أن نقول أن هذا الكتاب يقوم  الخبرات التعليمية بصورة جيدة هو أن نجد في كل نهاية الكتاب التمرينات والتدريبات التي تتعلق بالدرس، يبدأ بالمرينات عن فهم المقروء ثم عن القواعد النحوية والأخير  تكوين الكلمة[16]
 
3.      تحليل جانب ثقافي
ومما لا بد وجوده في تعليم اللغة العربية الموافقة على ثقافتها والتناغم معها، وهذا الكتاب يراعي بكثير هذه الثقافة، حتى نسي المؤلف أنه يؤلف الكتاب لطلاب العربية من الإندونيسين ولا نجد ثقافة الطلاب فيه ولو مثقال ذرة.  وهذا الذي يضعف هذا الكتاب، لا تتمشى الثقافة العربية مع أختها الإندونيسية[17] كما نراها في جميع الدروس الموجودة في الكتاب.
وإضافة إلى ذلك، في حين من الأحيان أخطأ المؤلف في وضع الأسلوب أو اختيار التعبيرات  وعلى سبيل المثال كتب في هذا الكتاب حوارا يجري بين الأستاذ وعمر، ثم يقول هذا الأستاذ لطالبه ( كيف قابل أهل المدينة الرسول وأصحابه ) مع أن معنى قابل في المعاجم العربية لهو " واجه- يواجه" أو " لاقى- يلاقي "، والمراد في هذه الجملة هو " قبل ".[18]
لصح من يقول : أن لكل شيئ مزية، بيد أن هذا الكتاب يحمل الأخطاء السابق ذكرها، ولكن مع هذه كلها يحمل أيضا المزايا في تقديم الموضوعات الثقافية التي تشوق الطلاب وتجذبهم من الأماكن مثل مكة والمدينة، والأعمال مثل الوضوء والصلاة والحج[19]، والأشخاص مثل رسول الله و أصحابه[20]، والمناسبات مثل نزول القرآن[21] والاحتفالات الدينية مثل ذكرى مولد النبي[22].

4.      تحليل جانب لغوي
يستخدم هذا الكتاب اللغة العربية الفصحى التراثية، ومن العسير لنا أن نجد فيه المعاصرة  لأن الدروس كلها تتعلق بالأركان الخمسة في الإسلام والمفاهيم الدينية. حاول المؤلف على تركيز الطلاب في فهم النحو والصرف كأب العربية وأمها[23].   ومن الآسف، كان المؤلف مع بشريته وقع في الأخطاء النحوية والصرفية.  ثمة أمثلة تدلنا عليها، ومنها خطأه في الصفحة السادسة عشر حيث يكتب فيها الحوار  فيه خطأ صرفي[24] والنحوي[25].
وكما أنه وقع في الخطأ النحوي، وقع من جديد في الخطأ الإملائي مثلا في كتاب المفردات بدون الألف بين الدال والتاء، والخطأ المعجمي في نحو" قابل أهل المدينة الرسول وأصحابه " أو نحو " بيتي بعيد من المدرسة".
نظرا إلى الأهداف الموجودة في كل الدرس، يراعي هذا الكتاب تعليم المفردات قبل الكلام والقراءة، وهو يفرض المعلم على تسميع الطلاب المفردات الجديدة و ينطقها لهم قبل أن يترجمها بلغتهم، لأن الكتاب لا يستعين بالصورة كوسيلة الإيضاح،و تعد تلك الترجمة من نقصان هذا الكتاب[26].
وآخر ما يمكن تحليله هنا، أنه لا يهتم هذا الكتاب بمهارتي الاستماع والكتابة، كما عرفنا أن المهارات الأربع مهمة دون أدنى الشك في تعليم اللغة العربية، ولا نجد هنا هتين المهارتين السابق ذكرهما. وهذا من النقصان في المقام الأول. ولكن كان هذا الكتاب أشد تجريدا في كون اللغة نظاما واتصالا، وعلى ذلك بذل المؤلف أغلبية جهده في تعليم القواعد والحوار[27].

5.      تحليل جانب إخراجي
إذا نظرنا إلى مظهر الكتاب هذا، لعرفنا أنه 16 س.م X  23 س.م حجما، والغلاف- وهو من الضروري – مربع كما كان في أخواتهه من الكتب. أما ورق الغلاف فيستخدم هذا الكتاب ورقا ملينا مع قلة من الإخراجات الفينية.  وهو يحمل في صفحاته 74 عددا، ويستخدم في كلها العربية القديمة ( traditional Arabic ) حرفا. والأوراق الموجودة في الكتاب ملونة بالأبياض. أما الخطأ المطبعي، فقط نجده في الأخطأ الإملائية كما سبق ذكرها.
ومما يجعل هذا الكتاب كاد يكمل أنه يقدم مقدمة منهجية والمحتويات في أوائل الكتاب، ثم يقدم الأهداف الخاصة لكل الدرس. ولا نجد الملاحق وقائمة المفردات في نهاية الكتاب، وعلى كل شيئ أن المؤلف يفعل شيئا بيد أنه بعيد عن الكمال، ولا نجد الكمالية في خلق المخلوق، لأن الكمال لله وحد.   





[1]  انظر في المقدمة، ص.
[2]  انظر في المقدمة
[3]  يقال في اللغة الإندونيسية " السنتري " لمن يتعلم في المدرسة الدينية أو المعاهد الإسلامية.
[4]  انظر في الدرس الأول، ص. 1، بيد أنه كتاب العربية، ولكن المضمون يتعلق بالفهم الديني، مثل الوضوء وهلم جرى.
 الرأي المنطقي من الباحث[5]
[6]  رشدي أحمد طعيمة، المرجع في تعليم اللعة العربية للناطقين بلغات أخرى، (  وحدة البحوث والمناهج : جامعة أم القرى،  1986) ج 2 ص. 615.  بقليل من التصرف.
[7]  انظر في كل بداية الدرس، بإمكاننا أن نجد الأهداف التعليمية لكل الدرس، كذلك نجد أهداف تعليم المفردات هناك. مثلا في ص. 1- 2
[8]   انظر في الحوار  مثلا في ص  10
[9]  لا نستطيع أن نجد تعليم الأصوات في هذا الكتاب، إلا في كيفية نطق المفردات.
[10]  العمرطي ، نظم العمرطي، (  الحرمين : سورابايا، مجهول السنة ) ص 1
[11]  انظر في ص 16، مكتوب في هذا الكتاب  "  ما تريد يا أختي " بينما جرى الحوار بين حليمة و خديجة. وهذا من أحد الأخطاء، والبواقي ستأتي.
[12]  انظر  في النص أو الحوار، كلاهما يتعلقان بفهم الدين.
[13]  ملاك بنت محمد السليم، فاعلية نموذج مقترح لتعليم البنائية في تنمية ممارسات التدريس البنائي لدى معلمات العلوم وأثرها في تعديل التصورات البديلة لمفاهيم التغيرات الكيميائية والحيوكيميائية لدى طالبات الصف الأول المتوسط بمدينة الرياض، (  رياض  : المملكة العربية السعودية،  26/1/1423 هـ ) ص 11
[14]  انظر في كل بداية الدرس.
[15]  انظر في كل الدرس، مثلا في الدرس الأول يتعلم الطلاب الفعل والفاعل والمفعول به، ثم في الثاني المبتداء والخبر وفي الثالث في العدد والمعدود وهلم جرى.
[16]  انظر في كل نهاية الدرس.
[17] شف في جميع الدروس،
[18]  انظر الحوار   في الدرس الخامس، ص 29
[19]  انظر في ص 3 و ص  10-11 و ص 61
[20]  انظر في ص 27
[21]  انظر في ص 41
[22]  انظر في   ص  69
[23] يقول العلماء السلف أن النحو أبو العربية والصرف أمها.
[24]  شف في ص 16
[25]  انظر في ص 29 و  ص 42- 43 و في ص 46
[26]  انظر في بداية الدرس
[27]  انظر في كل الدروس.

0 komentar :

Posting Komentar