Kamis, 13 November 2014


التقويم
تعريفه، أهدافه و قواعده




إعداد :
بحر العلوم سليمان
تحت إشراف :
الدكتور الحاج محمد بيهقي الماجستير
كلية الدراسات العليا
قسم اللغة العربية وتعليمها
جامعة سونان أمبيل الإسلامية الحكومية سورابايا
مقدمة
الحمد لله الهادي إلى صراط العز و الجلال مع التمسك بملة معينة من الملل، وهي الإسلام ملة الأنبياء والرسل، ونسأل الله أن يثبت أقدامنا على هذا الإسلام إلى يوم المعاد والزلزل. صلاة و سلاما على نبينا الكريم محمد شافع العالمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
تتناول الورقات التالية تعريفات التقويم التربوي و أهدافه وقواعده مع التطبيق في تقويم تعليم اللغة العربية ،وإلى الله وحده أتوجه بهذا العمل، وأرجوا منه وحده الثواب والأجر، وأسأله سبحانه أن يجعل العربية ربيعة قلوبنا، وأن يعلمنا منها ما جهلنا، ويجعلها لنا وسلية لفهم كتاب ديننا، وما تعلمنا إذ تعلمنا ولكن الله يعلمنا.











الباب الأول
تعريف التقويم و ما يتعلق به
أ‌.         تعريف التقويم
التقويم من ناحية اللغة مصدر مشتق من قوم بتشديد الواو على التعدية[1]، التقويم ( evaluation   ) كما هو في اللغة الإنجيليزية يراد به عملية نقدر بها كل البرامج المترتبة بمعنى أن هذه البرامج لها الأنظمة الواضحة لنحقق التقويم الجيد لها[2]. أما من ناحية المصطلحة فكان تعريف التقويم هو هو عملية جمع وتصنيف وتحليل وتفسير بيانات أو معلومات كمية كانت أم كيفية عن ظاهرة أو موقف أو سلوك بقصد استخدامها في إصدار حكم أو قرار[3]. أما في اللغة الإنجليزية فيقول غيرلد و. برون :
Evaluation refer to the act or process to determining the value of something.[4]
و على هذا التعريف نستنبط أن التقويم عملية واضحة الكيفيات لنقدر الأشياء المخصوصة، ونقيس من هذا التعريف في تعريف التقويم التربوي- كما يقول إدويند واند- على أنه العملية التي يراد بها تقدير الأنشطات التعليمية حتى تتضح أنها تكون صالحة أو غير صالحة للطلاب.[5]
أما في مجال تعليم اللغة العربية فيعني التقويم: عملية جمع وتحليل وتفسير معلومات عما حققه الطلاب في تعلمهم اللغة العربية بقصد إصدار القرار عن مدى نجاحهم فيه.[6]
العملية التربوية لها نظامها و أهدافها، لذلك تحتاج إلى التقويم لنعرف تمام المعرفة إلى أي مدى تصل هذه العلمية التربوية إلى أهدافها، و كذلك نعرف من خلال التقويم قيمة هذه العملية.[7] 
ويجب للمقوم التربوي أن يتمسك بالأهداف التعليمة الموجودة ليقيم بالتقويم، لأن التقويم لا يجوز أن يخرج كثيرا من أهداف التعليم، لنحقق و نقدر أن هذه العلمية التعليمية تسير على أهدافها أم لا.[8]
ب‌.     أنواع التقويم
إن للتقويم أنواعه المختلفة، وهي كما يلي
1.   التقويم التصنيفي ( Placement  ) وهو يهدف إلى معرفة مستوى الطالب قبل بداية الدراسة
2.   التقويم التكويني ( Formatif ) وهو يهدف إلى معرفة تطور الطالب أثناء الدراسة
3.   التقويم التشخيصي ( Diagnostik  ) وهو يهدف إلى تحديد المشكلات التي يواجهها الدارس أثنا دراسته.
4.   التقويم التحصيلي (  Sumatif  ) وهو يهدف إلى معرفة ما حققه الدارس في نهاية الدراسة.[9]
ت‌.     أدوات التقويم، أما أدوات التقويم فهي إثنتان، هما :
1.   أدوات اختبارية ( Instrumen Tes  ) مثل اختبار القبول، اختبار تصنيفي، اختبار تكويني، اختبار تشخيصي، اختبار تكويني و غيرها من الاختبارات.
2.   أدوات غير اختبارية ( Instrumen Non- Tes  ) مثل الملاحظة، والاستبانة والمقابلة وغيرها.
ث‌.     العلاقة بين التقويم والقياس ( Evaluation And Measurement )
التقويم كما قد سبق تعريفه يختلف كثيرا مع القياس، والباقي لنا أن نعرف مفهوم القياس لغة واصطلاحا حتى  يتضح أمامنا سبيل الوصول إلى معرفته.  القياس المشهور ب Measurement  في عالم التربية و التعليم هو يشير إلى الجوانب الكمية التي تصف خاصة أو سمة معينة، مثل التحصيل الدارسي لطالب.[10] والقياس هو عملية يزان فيها الشيئ باستخدام الوزن المعين[11]. غير أنه يمكن تعريف القياس بصورة أكثر دقة بأنه تعيين فئة من الأرقام أو الرموز مناظرة لفئة من الخصائص أو الأحداث طبقا لقواعد محددة تحديدا جيدا.[12]
أما العلاقة بينهما فتكون وطيدة بدون أدنى الشك، لأننا إذا نريد أن نجري عملية التقويم فعلينا قبل هذه العملية أن نقوم بالقياس، أضرب لكم مثالا كيف أحكم أن هذا الرجل في حالة الصحة و أنا لم أعرف درجة حرارته، أو كيف أحكم أن هذا التعليم جيد ولم أعرف درجة كفاءة الطلاب في الدرس.
إذا، علينا أن نجلس بالامتحان الذي يتكون من الأسئلة المعينة، ثم نقيس هذا الامتحان وفقا على الأنظمة المتاحة ثم نقوم أن هذا الطالب يحصل على درجة الامتياز في درس النحو مثلا.[13]


الباب الثاني
أهداف التقويم
أ‌.         أهداف التقويم
تبرز أهمية التقويم في العملية التعليمية فيما يمكن أن يحققه من أهداف و وظائف، ومن ثم مزايا لتلك العملية.  وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى أن الهدف الرئيس لعملية التقويم في أي نظام تعليمي هو تطوير عناصر هذا النظام ورفع كفاءة مخرجاته إلى أقصي ممكن[14]. وهذا يعني أن تطوير التعليم- بالمعنى العلمي الدقيق لمفهوم التطوير- لا يمكن أن يكون له وجود ما لم يستند أولى خطواته على عملية تقويم دقيقة.[15]
ويرى البعض أن تقويم النظام التعليمي يعني تطويره، ولا عجب في  ذلك ما دام التقويم هنا يشمل على التشخيص والعلاج. وعلى نحو أكثر  تفصيلا فإن التقويم في أي نظام تعليمي يؤدي مجموعة من الأغراض Purposes و الوظائف Functions .[16]
وفي إطار الحديث عن أهداف التقويم في العملية التعليمية فيما يلي :
1.   مساعدة المتعلم على رأية نقاط ضعفه ومدى تقدمه فيما يتعلمه.
2.   مساعدة المعلم على إدراك مدى تحقيقه للأهداف التي يقدص إنجازها من خلال تدريسه، وفي ضوء نتائج تقويم طلابه يمنكه أن يعدل تدريسه ويطوره نحو الأفضل.
3.   التحكيم بأن الطلاب قد حصلوا على الكفاءة التي خطها المعلم في أهداف تعليمه أم قد فشلوا في التعليم.[17]
4.   تشخيص المشكلات التي يواجهها الطلاب في دراساتهم
5.   تحديد الخبرات التعليمية التي ينبغي تقديمها للطلاب
6.   تحديد مدى صلاحية العناصر التعليمية و فعاليتها
7.   تحديد المجموعة التعليمية والمستوى التعليمي الذي يناسب خصائص الطلاب.
8.   تحديد مدى نجاح تطبيق المنهج التعليمي.
نظرا إلى النقاط التي تقدم ذكرها، كان التقويم يلعب دورا مهما في عملية التعليم، بل وحتى هو يحمل روح الحياة لتطوير التعليم و تقدمه[18]، وهو الكيل الذي تكال به حالة التعليم في الفصل أو المدرسة حتى يتضح أمام المعلم أن تعليمه يسير على أهدافه التعليمية أم لا، ويستطيع المعلم من خلال هذا التوضيح أن يقول أن هذا التعليم يكون تعليما فاشلا أم جيدا.[19]
ب‌.     أهمية التقويم
للتقويم أهميات كثيرة منها:
1.   أهمية نفسية Urgensi Psikologis  يعني أنه التقويم له تأثير إيجابي على كل من المعلم والطالب لأنه يفيدهما عما حققا في التعليم والتعلم.
2.   أهمية تعليمية Urgensi Didaktik  يعني أن التقويم يلعب دورا انتقائيا وتصنيفيا وتشخيصيا وتكوينيا وتحصيليا.
3.   أهمية إدارية Urgensi Administratif  يعني أن التقويم يقدم معلومات عن تقدم الطلاب التعليمي، كما يقدم للإداريين ما يساعدهم في اتخاذ القرار من أجل تطوير الإدارة التربوية.[20]

الباب الثالث
قواعد التقويم
أ‌.         مبادئ التقويم
لا بد للتقويم أن يسير على مبادئه وخطواته، أما مبادئه كما يلي:
1.   التمشى مع الأهداف، معنى ذلك أن التقويم الجيد لا بد أن يتمشى مع الأهداف الموجودة في عملية التعليم، إذا كان التعليم يهدف إلى تدريب الطلاب على الاتصال الشفهي فيركز التقويم على هذا المجال.[21]
2.   الشمولية ( Menyeluruh  ) فالتقويم في مجال تعليم اللغة يجب أن يغطي جميع عناصر اللغة مهارتها وأبعادها.
3.   التكاملية ( Terpadu  ) أدوات التقويم بشتى أنواعها يجب أن تركز على نقاط التقويم المشتركة[22]
4.   العلمية ( Ilmiyah  ) أي أن التقويم يجب أن يتصف بالصدق، تقويم  مهارة القرائة يجب أن يدور حول جوانب القراءة.[23]
5.   الاستمرارية( Berkesinambungan  ) التقويم يجب أن يكون عملية استمرارية. التعليم ينتهي بالتقويم، ونتيجة التقويم يبدأ بها التعليم بعده[24].
6.   الاقتصادية( Ekonomis  ) ، التقويم يجب ألا يكلف سواء كان من حيث إجراءاته أو من حيث التكايفات المالية والزمانية[25].
ب‌.     خطوات التقويم.
لا بد في التقويم أن يجري حسب الخطوات الصحيحة، لذلك على المقوم أن يلم خطوات التقويم إلماما تاما، لأن التقويم يحتاج إلى المعلومات و الأهداف التي يقومها، وعلى سبيل الحصر  يمكننا تقديم خطوات التقويم كما يلي:
1.   تحديد أهداف التقويم ( Tentukan Tujuan Evaluasi  )
لكل عملية التقويم مقومها ( Objek Sasaran )، و على سبيل المثال تقويم تعليم النحو في المدرسة، قكان المقوم ( Sasaran  ) هو الطلاب الذين تعلموا فيها و استمعوا العلوم فيها، و لا شك أن للتعليم أهدافا معينة، ولذلك إذا أراد المقوم ( Evaluator  ) معرفة نجاح الطلاب بعد مرورهم بالخبرات التعليمية فعليه أن يقدم التقويم حسب الأهداف المتاحة[26].
2.   تحديد أدوات التقويم ( Tentukan Instrumen Evaluasi yang tepat  )
تم اختيار الأدوات للتقويم من خلال النظر إلى الخطة الدراسية، ونجد في الخطة السليقة أو الكفاءة التي يراد نجاحها لدى الطلاب، نضر لكم مثالا، في تعليم مهارة الاستماع، وبالنظر إلى الخطة الدراسية نعرف أن السليقة أو الكفاءة المراد تحصيلها هي قدرة الطلاب و فهمهم على المسموعات الموجودة، ولذلك نختار وسيلة التقويم بالاعتماد عليها.[27]
3.   جمع البيانات ( Pengumpulan Data  )
تمت عملية جمع البيانات من خلال الامتحانات التي مر بها الطلاب، إذا كان التقويم من نوعه الاختباري، أما إذا كان التقويم غير الاختباري فكان جمع البيانات من المقابلة أو  الاستبانات أو الملاحظات.[28]
4.   تحليل البيانات و وضع النتائج ( Analasis Data  )
تحليل البيانات يراد بها التحكيم والتقرير بما قد حصل عليه الطلاب من خبرته الدراسية، بعد أن جلس الطلاب في الامتحان _ وذلك يسمى جمع البيانات – حلل المقوم البيانات التي نالها من ورقات إجابة الطلاب. و يقرر بعد التحليل الجيد صلاحية التعليم أو فشاله نظرا إلى الأهداف.[29]














قائمة المراجع
1.   صلاح الدين محمود علام، القياس والتقويم التربوي والتفسي : أساسياته وتطبيقاته وتوجهاته المعاصرة. دار الفكر العربي: قاهرة، 2000 م
2.   عمر بن مرزوق، تقويم منهج العلوم الشرعية في التعليم العام . مقالة مقدمة في جامعة المالك سعود : 1431 ه
3.          Moh. Matsna Hs dan Erta Mahyudin,  Pengembangan Evaluasi dan Tes Bahasa Arab. Al- Kitabah : Tangerang Selatan, 2012
4.              Sulistyorini, Evaluasi Pendidikan dalam Peningkatan Mutu Pendidikan. Penerbit Teras : Yogyakarta, 2009
5.              Anas Sudijono. Pengantar Evaluasi Pendidikan. PT. Raja Grafindo Persada: Jakarta, 2009












[1]  . A dictionary Of Modern Written Arabic, ( Macdonald & Evans LTD : London, 1996 ) Hal. 799  Hans Wehr
[2]   صلاح الدين محمود علام، القياس والتقويم التربوي والتفسي : أساسياته وتطبيقاته وتوجهاته المعاصرة، ( دار الفكر العربي: قاهرة، 2000 م ) ص.  16
[3]  Moh. Matsna Hs dan Erta Mahyudin,  Pengembangan Evaluasi dan Tes Bahasa Arab, ( Al- Kitabah : Tangerang Selatan, 2012 ), hal. 4
[4]  Sulistyorini, Evaluasi Pendidikan dalam Peningkatan Mutu Pendidikan, ( Penerbit Teras : Yogyakarta : 2009 ) hal. 50
[5]  صلاح الدين محمود علام، القياس والتقويم التربوي والتفسي : أساسياته وتطبيقاته وتوجهاته المعاصرة، ص. 19
[6]  Moh. Matsna Hs dan Erta Mahyudin,  Pengembangan Evaluasi dan Tes Bahasa Arab, 23
[7]  صلاح الدين محمود علام، القياس والتقويم التربوي والتفسي : أساسياته وتطبيقاته وتوجهاته المعاصرة 20
[8] . Anas Sudijono. Pengantar Evaluasi Pendidikan, ( PT. Raja Grafindo Persada: Jakarta2009 ) hal. 3
[9]   Ibid,13
[10]   صلاح الدين محمود علام، القياس والتقويم التربوي والتفسي : أساسياته وتطبيقاته وتوجهاته المعاصرة، ص. 16
[11]  Anas Sudijono. Pengantar Evaluasi Pendidikan, hal . 4
[12]  صلاح الدين محمود علام، القياس والتقويم التربوي والتفسي : أساسياته وتطبيقاته وتوجهاته المعاصرة، ص. 13
[13]  , hal. 53  Sulistyorini, Evaluasi Pendidikan dalam Peningkatan Mutu Pendidikan
[14]  عمر بن مرزوق، تقويم منهج العلوم الشرعية في التعليم العام،  ( مقالة مقدمة في جامعة المالك سعود : 1431 ه ) ص، 15
[15]  نفس المرجع ، 16
[16]  نفس المرجع ، 16
[17]   Moh. Matsna Hs dan Erta Mahyudin,  Pengembangan Evaluasi dan Tes Bahasa Arab, hal. 9
[18]  Ibid, 9
[19]   Sulistyorini, Evaluasi Pendidikan dalam Peningkatan Mutu Pendidikan, hal. 55
[20]   Ibid, 56
[21]  Moh. Matsna Hs dan Erta Mahyudin,  Pengembangan Evaluasi dan Tes Bahasa Arab, 28
[22]   Ibid , 28
[23]  Ibid, 29
[24]  Ibid, 29
[25]  Ibid, 29
[26]  Ibid, 26
[27]  Ibid, 27
[28]  Anas Sudijono,  Pengantar Evaluasi Pendidikan, hal. 60
[29]   Moh. Matsna Hs dan Erta Mahyudin,  Pengembangan Evaluasi dan Tes Bahasa Arab, 28

0 komentar :

Posting Komentar